تتفاوت ملوحة التربة بناءً على المنطقة الزراعية والموقع الجغرافي، وتتغير شدة الملوحة مع مرور الزمن نتيجة لتأثير الظروف المناخية وخصائص الأراضي الزراعية. يمكن التحكم في ملوحة التربة من خلال تطبيقات زراعية معينة. ولكن كيف يمكننا تحديد ما إذا كانت التربة مالحة؟ في هذا المقال، سنتناول أبرز الأعراض التي تشير إلى ملوحة التربة.
المحتوى
الارتشاح
عندما تتفكك التربة، تتصلب جزيئاتها مما يعيق تسرب المياه، وبالتالي يصعب على النباتات النمو والتطور. الأعراض الرئيسية المرتبطة بانخفاض الارتشاح، الناتج عن تفكك التربة بسبب تراكم الصوديوم، تشمل تقليل كمية المياه المتاحة للنباتات، زيادة الجريان السطحي للمياه، وتفاقم تآكل التربة.
التوصيل الهيدروليكي
تفكك التربة لا يقلل فقط من كمية المياه التي تتسرب إلى التربة، بل يؤثر أيضًا على عملية التوصيل الهيدروليكي. يشير التوصيل الهيدروليكي إلى معدل تدفق المياه عبر التربة. فالتربة ذات البنية الجيدة تحتوي على العديد من المسام الكبيرة والشقوق التي تسمح بتدفق المياه بسرعة نسبية. ولكن عندما يتسبب تراكم الصوديوم في تفكك التربة وضعف بنيتها، يؤدي ذلك إلى تقليل التوصيل الهيدروليكي.
نتيجة لذلك، يصبح من الصعب على المياه المرور عبر التربة، مما يؤدي إلى انتفاخ الطبقة العليا من التربة وجريان المياه على السطح. هذا ينتج تربة لا هوائية، مما يعيق أو يقلل من نمو النبات. كما يؤدي ذلك إلى تقليل معدلات تحلل المواد العضوية، مما يجعل التربة عقيمة، قلوية، وذات لون أسود.
تقشر السطح
يعد التقشر السطحي من أبرز أعراض ملوحة التربة. يزداد هذا التقشر بشكل ملحوظ عند هطول الأمطار بكثافة، حيث يؤدي ذلك إلى تفكك جزيئات الطين داخل التربة. هذا التفكك يسد المسام الكبيرة في التربة السطحية بطريقتين: أولاً، يتم إغلاق مسارات المياه التي تنتقل عبر التربة، وثانيًا، تتشكل طبقة سطحية تشبه الأسمنت عندما تجف التربة. هذه الطبقة العلوية المتصلبة أو القشرة السطحية تحد من تسرب المياه وتعوق نمو النباتات.
أعراض ملوحة التربة على الغطاء النباتي
إليك بعض العلامات التي تدل على ملوحة التربة وتؤثر على النباتات:
- ذبول النباتات وعدم قدرتها على النمو بشكل طبيعي.
- خسارة المحاصيل الزراعية وموتها.
- انخفاض التنوع البيولوجي في المنطقة المتأثرة.
- ظهور وزيادة هيمنة النباتات والأعشاب التي تتحمل الملوحة على حساب باقي النباتات.
- تغييرات في تكوين وطبيعة المراعي، مما يؤثر سلباً على البيئة الزراعية.
أسباب ملوحة التربة
هناك عدة عوامل تسهم في زيادة ملوحة التربة، ومن أبرز هذه الأسباب:
- المناخ الجاف ونقص الأمطار: في المناطق ذات المناخ الجاف والتي تتسم بقلة الهطول المطري، تتراكم الأملاح الزائدة في التربة وتتراكم بشكل غير متوازن، مما يؤدي إلى زيادة ملوحة التربة.
- الري الزائد واستخدام مياه ملحة: عند ري النباتات بشكل مفرط أو باستخدام مياه غنية بالأملاح، يزداد مستوى الملوحة في التربة بشكل غير طبيعي.
- إزالة النباتات الجذرية العميقة: عمليات إزالة النباتات ذات الجذور العميقة مثل الأشجار تؤدي إلى عدم وجود نظام جذري عميق يساعد في تثبيت الملوحة في الطبقات العميقة من التربة.
- وجود كتل هوائية مالحة: في بعض المناطق، قد ينتج وجود كتل هوائية مالحة عن عوامل جغرافية معينة أو التأثيرات البيئية، مما يزيد من تركيز الملوحة في التربة.
- استخدام الأسمدة بشكل غير مناسب: يمكن أن يسهم استخدام الأسمدة بشكل غير مناسب، خاصة الأسمدة النيتروجينية الزائدة، في زيادة ملوحة التربة وتسريع عملية التملح.