البرسيم يُعتبر واحدًا من المحاصيل الرئيسية في الزراعة بالولايات المتحدة الأمريكية، ويتميز بجذوره العميقة التي تمتد في باطن التربة. يُستخدم البرسيم كعلف للحيوانات والماشية، ويشتهر بحاجته الكبيرة للماء خلال عملية الري. ومع ذلك، يُظهر البرسيم قدرة ملحوظة على استخدام كميات المياه بكفاءة عالية، حيث يتمتع بقدرة فائقة على امتصاص الماء من منطقة الجذر.[١]
رغم حاجته الكبيرة للماء، يعد الري بالتنقيط خيارًا ممتازًا لزراعة البرسيم. يعتمد هذا النوع من الري على توجيه كميات قليلة من الماء مباشرة إلى جذور النبات، مما يحسن استخدام المياه ويقلل من التبذير.
المحتوى
ري البرسيم بالتنقيط
الري بالتنقيط يعتبر واحدًا من ثلاث طرق رئيسية يُستخدمها المزارعون لسقي البرسيم، إلى جانب الري بالغمر والري المركزي. يقوم الري بالتنقيط بتوجيه كميات محددة من الماء مباشرة إلى جذور النبات من أسفل التربة، وذلك بهدف زيادة إنتاج البرسيم دون إهدار الكميات الكبيرة من المياه كما يحدث في الري بالغمر. يتم ذلك باستخدام أدوات خاصة تسمح بضبط كمية وتوقيت توزيع الماء، مما يضمن توفير الرطوبة المثلى للتربة مع توفير التهوية اللازمة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الري بالتنقيط توزيعًا فعّالًا للمياه في منطقة الجذر، ويضمن توفير المغذيات اللازمة للتربة، مما يساعد على تقليل تكاليف السماد لدى المزارعين.
يعتمد الري بالتنقيط على استخدام أنابيب مزودة بثقوب صغيرة تتمدد تحت سطح التربة بالقرب من جذور النباتات. يتم تثبيت هذه الأنابيب عادة على مسافة تتراوح بين 20 إلى 35 سنتيمترًا من سطح التربة، وتباعد بينها بحوالي 76 إلى 100 سنتيمتر. يتطلب استخدام هذه الطريقة من الري وجود نظام للترشيح ومضخات لضخ المياه داخل الأنابيب. يظهر الاعتماد على هذه التقنية في زراعة البرسيم ومحاصيل أخرى فوائد كبيرة ومتعددة.
أهمية وفوائد الري بالتنقيط
فوائد الري بالتنقيط متعددة ومهمة، وفيما يلي بعضها:
- زيادة الإنتاجية: تشير الدراسات إلى أن استخدام الري بالتنقيط قد يسهم في زيادة محصول البرسيم مقارنةً بطرق الري التقليدية مثل الري بالغمر، وقد أظهرت التجارب الزراعية في الولايات المتحدة هذا الأثر الإيجابي.
- توزيع متساوي للماء: يتيح الري بالتنقيط توزيع المياه بشكل متساوٍ تحت سطح التربة، مما يضمن وصول الجذور إلى كمية الرطوبة المطلوبة بشكل متساوٍ أيضًا.
- توفير المياه: يُعتبر الري بالتنقيط فعالًا في استخدام المياه بشكل أكثر اقتصادية، حيث يمكن توجيه الكميات المناسبة من الماء مباشرة إلى منطقة الجذر دون هدرها.
- حماية النبات: يقلل الري بالتنقيط من خطر تعرض النباتات للتسمم بسبب زيادة الرطوبة في التربة، كما يحمي النبات من مشاكل مثل تعفن الجذور الذي قد ينجم عن الري الزائد بطرق التقليدية.
- توفير الوقت والجهد: يقلل الري بالتنقيط من الحاجة إلى مراقبة دقيقة لعملية الري وتوفير المياه بشكل يدوي، مما يوفر الوقت والجهد للمزارعين ويزيد من كفاءة الإنتاج الزراعي.
زراعة البرسيم
زراعة البرسيم تتطلب اهتمامًا بعدة عوامل، منها:
- الموقع المناسب: يجب اختيار منطقة معرضة لأشعة الشمس بشكل كامل لضمان نموٍ جيد للنبات.
- التربة المناسبة: يُفضل اختيار تربة ذات تصريف جيد ودرجة حموضة تتراوح بين 6.8 و 7.5 لضمان استقبال النبات للعناصر الغذائية بشكل جيد.
- وقت الزراعة: يتغير وقت زراعة البرسيم حسب المنطقة الجغرافية، حيث يزرع في فصل الربيع في المناطق الباردة، وفي فصل الخريف في المناطق الأكثر دفئًا.
- الزراعة والري: يتم زراعة بذور البرسيم في التربة على عمق يتراوح بين 2.5 سم، وبعد الزراعة يتم ري البذور بالماء بانتظام. بعد ظهور البراعم بعد حوالي 7-10 أيام، يجب مراقبة نمو النباتات وتقليمها وإزالة الأوراق الزائدة لتجنب التداخل وتعزيز النمو الصحيح للنباتات.
العناية بنبات البرسيم
العناية بنبات البرسيم بعد الزراعة تشمل مجموعة من النصائح المهمة:
- الري الجيد: يجب متابعة ري البرسيم بعد زراعته، وخاصةً في الفترة الأولى من نمو البراعم. يعتبر البرسيم نباتًا يتحمل الجفاف إلى حد ما، ولكن يجب الانتباه لضمان توفير كمية كافية من الماء له.
- التسميد المناسب: يحتاج نبات البرسيم إلى كميات مناسبة من البوتاسيوم والكالسيوم لتحقيق نموٍ صحي. يُنصح باستخدام السماد الغني بهذين العنصرين، مع تجنب استخدام السماد ذو نسبة عالية من النيتروجين، لأن النبات يحصل على النيتروجين من الهواء بشكل طبيعي.
- توقيت الحصاد: يمكن حصاد نبات البرسيم بين ثلاث إلى أربع مرات في السنة، حسب الظروف المناخية وسرعة نمو النبات. يُفضل الحصاد بعد فترة الإزهار وقبل نضج البذور، ومن ثم يمكن متابعة الحصاد في أوقات لاحقة بناءً على حالة النباتات.