تعتبر عشبة الماكا واحدة من أشهر الأعشاب التي تتميز بقيمتها الغذائية العالية ونكهتها الحلوة. تُعرف هذه العشبة باسم maca باللغة الإنجليزية، ويعود استخدامها في الطهي التقليدي لآلاف السنين، إذ تضاف إلى العديد من الأطباق بفضل فوائدها المتعددة ونكهتها الفريدة. إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن هذه العشبة، فإليك هذا الدليل الشامل الذي يستعرض كافة المعلومات حول عشبة الماكا.
تعريف عام بعشبة الماكا وأصولها
تعود عشبة الماكا (الاسم العلمي: Lepidium meyenii) إلى جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية، حيث تمت زراعتها في ظروف بيئية قاسية، مما منحها خصائص مميزة. تنتمي عشبة الماكا إلى عائلة الكرنبية أو الخردلية (Brassicaceae)، وهي العائلة نفسها التي تضم الفجل والملفوف، مما يجعلها نباتًا قريبًا من عدة أنواع شائعة. تنمو عشبة الماكا في مرتفعات منطقة بونا في جبال الأنديز، وتزرع بشكل رئيسي في البيرو وبوليفيا، على ارتفاعات تصل إلى 4300 متر فوق مستوى سطح البحر.
عشبة الماكا عبارة عن نبات جذري معمر يبلغ ارتفاعه حوالي 0.1 متر، بينما ينتشر عرضيًا ليصل إلى حوالي 0.3 متر. وتمتاز بأنها من النباتات الخنثى، أي التي تحتوي على أعضاء ذكرية وأنثوية وتستطيع التلقيح الذاتي بمساعدة الحشرات.
الظروف البيئية المثالية لنمو عشبة الماكا
تحتاج عشبة الماكا إلى ظروف بيئية خاصة لتزدهر وتنمو بشكل جيد، وتشمل هذه الظروف:
- التربة: يمكن للماكا أن تنمو في أنواع متعددة من التربة مثل الرملية الخفيفة، الطفيلية المتوسطة، والطينية الثقيلة، شرط أن تكون التربة رطبة. وللحصول على محصول جيد، يُفضل زراعتها في تربة خصبة غنية بالمواد العضوية.
- درجة حموضة التربة: يمكن لعشبة الماكا أن تنمو في تربة حمضية معتدلة، متعادلة، وقاعدية معتدلة، مما يمنحها مرونة في اختيار أنواع مختلفة من التربة.
- الإضاءة: تُفضل عشبة الماكا المناطق شبه المظللة، لكنها تستطيع النمو أيضًا في المناطق التي تحوي ظلًا جزئيًا.
- درجة الحرارة: تزدهر الماكا في درجات حرارة معتدلة تقارب 15 درجة مئوية، ومع ذلك فهي تتمتع بقدرة عالية على التكيف مع البيئات القاسية، حيث يمكنها تحمل الفيضانات والجفاف ودرجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة.
- التربة الفقيرة: على الرغم من أن عشبة الماكا قادرة على النمو في التربة الفقيرة بالمغذيات، إلا أنها تحتاج إلى إمداد ثابت من الماء وتربة غنية بالمواد العضوية للحصول على جذور ذات نكهة مميزة.
كيفية زراعة عشبة الماكا
للحصول على محصول صحي من عشبة الماكا، يمكن اتباع الخطوات التالية بعناية:
- اختيار وقت الزراعة: يُفضل زراعة بذور الماكا في منتصف الربيع، وذلك بعد التأكد من عدم وجود خطر الصقيع.
- إعداد التربة: قم بتنظيف المنطقة من الأعشاب الضارة والنباتات غير المرغوب فيها، حيث يمكن أن تستهلك هذه النباتات المغذيات الأساسية اللازمة لنمو الماكا بشكل جيد.
- تحضير التربة: يُنصح بمزج 5 سم من الكمبوست أو السماد العضوي (مثل الزِبل) مع التربة حتى عمق 15 سم. يساعد ذلك في تحسين خصوبة التربة ويعزز نمو العشبة بشكل صحي.
- زرع البذور: انثر حفنة من بذور الماكا بالتساوي في التربة، حيث تساهم هذه الخطوة في توزيع البذور بشكل جيد على المنطقة المزروعة.
- تسوية التربة: بعد نثر البذور، قم بتمشيط التربة برفق وتضغطها حتى تتلامس جيدًا مع البذور، مما يعزز من عملية الإنبات.
- الري: اسقِ التربة برفق باستخدام أداة رش الماء لتجنب تحريك البذور من مكانها. يجب أن تكون التربة السطحية رطبة دون تكوين برك ماء، لذا يفضل وضع كمية مناسبة من الماء فقط.
فوائد عشبة الماكا الصحية
تتمتع عشبة الماكا بسمعة ممتازة كعشبة غذائية وعلاجية، ومن بين الفوائد التي تعزز من قيمتها:
- غنية بالفيتامينات والمعادن: تحتوي عشبة الماكا على مجموعة واسعة من الفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين B6، إلى جانب المعادن مثل الحديد والبوتاسيوم، مما يجعلها إضافة غذائية ممتازة.
- تعزيز الطاقة والقدرة على التحمل: تُعرف عشبة الماكا بتأثيرها الإيجابي في تعزيز مستويات الطاقة والقدرة على التحمل، وهي ميزة تجعلها شائعة بين الرياضيين.
- تحسين الحالة المزاجية: تمتاز الماكا بقدرتها على تحسين المزاج وتقليل الشعور بالقلق والتوتر، وذلك بفضل تأثيرها الموازن للهرمونات.
- دعم صحة العظام: تعتبر الماكا مصدرًا غنيًا بالكالسيوم الذي يعزز من قوة العظام ويحميها من الضعف.
الاستخدامات المختلفة لعشبة الماكا في الطهي
تُضاف عشبة الماكا إلى العديد من الأطباق والمشروبات بفضل نكهتها الحلوة وقيمتها الغذائية العالية. يتم استخدامها على نطاق واسع في:
- تحضير العصائر: يمكن إضافة مسحوق الماكا إلى العصائر لتحسين نكهتها وزيادة قيمتها الغذائية.
- صنع الحلويات: تُستخدم الماكا في بعض الوصفات التقليدية للحلويات، حيث تمنحها نكهة مميزة.
- تحضير الشوربات: تضيف الماكا نكهة غنية عند استخدامها في الحساء والشوربات، إلى جانب تعزيز القيمة الغذائية للطبق.
باختصار، تُعد عشبة الماكا كنزًا غذائيًا ودوائيًا ذو فوائد متعددة، تجعلها إضافة قيمة لأي نظام غذائي أو حديقة نباتات.