التربة الطينية، المعروفة أيضًا بالتربة الثقيلة، تتألف من جزيئات معدنية دقيقة وقليل من المواد العضوية، وقد شكلت على مر الزمن بعد فترات طويلة. تشتهر هذه التربة بعدم قدرتها على التصريف الجيد، ومع ذلك، يمكن استخدامها لزراعة العديد من المحاصيل، بما في ذلك البطاطس. ومع ذلك، هناك سلسلة من الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحضير التربة الطينية لزراعة البطاطس. تهدف هذه الخطوات إلى تهوية التربة ومنع تكتلها وتجفيفها، مما يساعد على توفير الغذاء والماء بشكل كافٍ لمحصول البطاطس. فيما يلي نظرة عامة على هذه الخطوات اللازمة.
المحتوى
تفكيك التربة الطينية لزراعة البطاطس
تشتهر التربة الطينية بميلها إلى التكتل وصلابتها الشبيهة بالصخور عند جفافها، مما يجعلها غير ملائمة للزراعة. يمكن أن تتسبب محاولة زراعة البطاطس في التربة الطينية في ظهور العفن نتيجة لسوء تصريف المياه. لذا، تتضمن أول خطوة في إعداد التربة الطينية لزراعة البطاطس تطويقها، وجعلها ملائمة لنمو المحصول. يتم ذلك من خلال إضافة مواد مثل السماد العضوي المنزلي، وسماد المزرعة، والتربة الطفالية، والرمل الخشن،[١][٢] وأوراق الأشجار، والقش، وغيرها.
قياس حموضة التربة
يُعتبر الرقم الهيدروجيني للتربة أو حموضتها من العوامل المهمة لنجاح زراعة البطاطس. تكون التربة الطينية قلوية بشكل طبيعي، حيث يتراوح الرقم الهيدروجيني لها بين 8.0 و10.0، وهو ما يجعلها غير مناسبة لزراعة البطاطس. لذا، قبل البدء في زراعة المحصول، يجب قياس حموضة التربة وتعديلها إذا لزم الأمر. يمكن استخدام مواد مثل الكبريت العنصري، وكبريتات الحديد، والخل، والقهوة، ورماد الخشب لتقليل حموضة التربة. يُفضل إجراء هذه الإضافات في فصل الخريف قبل الزراعة لضمان فعاليتها، مع العلم بأهمية قياس حموضة التربة مرة أخرى بعد الإضافات.
التأكد من كفاءة التصريف
قبل زراعة البطاطس في التربة الطينية، يجب التحقق من فعالية نظام التصريف الزراعي في الموقع المخصص للزراعة. يُعتبر ذلك ضروريًا نظرًا لقدرة التربة الطينية على احتجاز المياه، وهدف التحقق من كفاءة التصريف هو تجنب تجمع المياه الزائدة في منطقة الزراعة، مما يعوق نمو محصول البطاطس. من الإجراءات الأخرى للتخفيف من تأثير سوء تصريف المياه في التربة الطينية على زراعة البطاطس: اختيار مكان للزراعة يكون مرتفعًا قليلاً، ومراقبة سلوك التربة أثناء هطول الأمطار، وتحديد المناطق التي تتجمع فيها المياه.
تجنب الزراعة في التربة الطينية الرطبة
يُنصح بتجنب زراعة البطاطس في التربة الطينية في حال كانت رطبة، حيث يؤدي استخدامها في حالة الرطوبة إلى تلفها وتدهور جودتها، وتفاقم مشكلة التصريف الضعيف للمياه. للتحقق مما إذا كانت التربة الطينية جاهزة للزراعة، يمكنك أخذ حفنة منها وضغطها بين يديك، فإذا انهارت بسهولة فهي جاهزة، بينما إذا تشكلت كرة (نظرًا للرطوبة) فهي غير مناسبة للزراعة.
تجنب زيادة تكسير التربة الطينية
بعد التأكد من جفاف التربة الطينية بشكل كافٍ، يأتي الخطوة التالية التي تتمثل في زراعتها بمحصول البطاطس. تعتبر التربة الطينية ثقيلة الطبيعة وتتطلب مجهودًا لتجهيزها، ولذا يمكن استخدام المحراث الزراعي، ولكن ينبغي الحرص على عدم زيادة تكسيرها لجعلها مفتتة للغاية، لأن ذلك قد يؤثر سلبًا على تصريفها وصلاحيتها للزراعة. فتكسير التربة بشكل مفرط قد يسبب تدهورها عندما تتعرض للأمطار، مما قد يعرقل الزراعة لفترة طويلة نظرًا لاستمرار رطوبتها لفترة طويلة.
ضبط الري بشكل مناسب
يجب تجنب زيادة الري للبطاطس المزروعة في التربة الرطبة، حيث يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على نمو المحصول. لمعرفة ما إذا كانت البطاطس في حاجة إلى الماء، يمكنك الاستدلال عليها من خلال ملاحظة تشققات في الطبقة العلوية من التربة. ومع ذلك، لا يجب الاعتماد على هذه العلامة فحسب؛ بل ينبغي التأكد من جفاف التربة من خلال تحسسها باليد. إذا كانت الأرض جافة، فهذا يعني أنها في حاجة إلى الماء، في حين يعني وجود الرطوبة أنها لا تحتاج إلى الري.
حصاد البطاطس في الوقت المناسب
يعتبر وقت حصاد محصول البطاطس المزروع في التربة الطينية أمرًا حاسمًا لضمان الحصاد الناجح، ويجب أن يتم هذا الحصاد قبل بداية فصل الشتاء وهطول الأمطار. يُنصح بتنفيذ ذلك من خلال إنبات بذور البطاطس مسبقًا قبل الزراعة، واختيار أصناف مبكرة النضج. يكمن أهمية حصاد البطاطس في الوقت المناسب في تجنب حصادها أثناء رطوبة التربة الطينية، حيث تلتصق البطاطس بالتربة بشكل شديد وتتشبث بها، مما يجعل عملية الحصاد أكثر صعوبة وتعقيدًا. علاوة على ذلك، قد يؤدي حصاد البطاطس في ظروف رطبة إلى تعفنها وتدهور جودتها، مما يؤثر سلبًا على قابليتها للتخزين والتسويق.